إن التحدث عن سير عظمائنا في التاريخ، وقوادنا في الجهاد ورجالاتنا في الإصلاح… لمن أطيب الأحاديث، ومن أحبّ الذكريات، ذلك لأنهم شموس الهدى في سماء الإنسانية، والمنارات المتلألئة في بحار الظلمات. وما صلاح الدين إلا أحد هؤلاء العظماء الأبطال الذين جمعوا الناس على الإسلام الحق، ورفعوا في سماء الوطن الإسلامي لواء الوحدة، وحرروا بلاد الإسلام من العدو المغتصب، والاستعمار الكافر، وكتبوا في سجل التاريخ آيات النصر، وذكريات الخلود، ورب سائل يقول: لماذا فضل المؤلف الحديث في هذه الشرائط الأربعة عن صلاح الدين، وقدمه على كثير من أبطالنا الخالدين؟ كسعد وخالد وأبي عبيدة..؟ والجواب يكمن في أن سيرة صلاح الدين متصلة بالفتح المبين، وتحرير الأرض المقدسة (فلسطين) من براثن الصليبية الحاقدة، والاستعمار الكافر البغيض، فحين يكشف للجيل الحاضر عن سر انتصاره في حطين، ويفصل القول في الأسباب التي أدت إلى هذا النصر العظيم، يكون قد وجه أنظار الأمة الإسلامية إلى السبيل الأقوم في تحرير أولى القبلتين، وثالث الحرمين، من ربقة الصهيونية الغاشمة واليهود.
أما ما سيجده المستمع لمضمون هذه الشرائط المسجلة فهو: كيف تحقق النصر على يد كردي لا يمت إلى العرب بنسب، وكيف وحَّد البلاد الإسلامية تحت قيادته الرشيدة؟ وكيف جمع الناس على شريعة الإسلام، وهدي محمد عليه الصلاة والسلام، وكيف دخل المعركة باسم الإسلام، وحارب لإعلاء كلمة الله؟ وكيف انتصر على الصليبيين بعزة الإيمان، والاعتصام بحبل الله؟ وكيف عامل الأعداء بالمعاملة السمحة، والأخلاق النبيلة؟ وسيجد أبرز هذه الصفات الكريمة التي امتاز بها، وأهم الإصلاحات العظيمة التي حققها، وباختصار سيجد بالتفصيل من هو البطل صلاح الدين؟
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.