اتفقت كتب التاريخ والتراجم التي عرفت بابن جزي على اسم هذا الكتاب، وعلى نسبته إلى أبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي، فقد نسبه إليه لسان الدين بن الخطيب والمقري، والداوودي، وابن فرحون، والبغدادي، ومخلوف، والزركلي وكحالة.
وورد بهذا الاسم في النسختين المعتمدتين في التحقيق وقد ذكر المؤلف في التصدير أهمية علم أصول الفقه الذي امتزج فيه المعقول بالمنقول، ودور هذا العلم في فهم كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورغبة منه في أن ينال ابنه محمد نصيباً من هذا العلم ألف كتابه هذا وقسمه إلى مقدمة وخمسة فنون.
تناول في المقدمة: تعريف أصول الفقه، ووجه تقسيم هذا الكتاب إلى الفنون الخمسة وهي: التعاريف العقلية، والتعاريف اللغوية، والأحكام الشرعية والأدلة على الأحكام الشرعية، والاجتهاد والترجيح.
وقد ختم الكتاب بموضوع هام لم يذكره غيره من الأصوليين في كتبهم وهو أسباب الخلاف بين المجتهدين وقد اتسم منهجه في جميع الموضوعات بالاختصار، ووضوح العبارة وحسن الترتيب والتهذيب إلا أنه أحياناً يشير إلى الخلاف في بعض المسائل الأصولية ولا يذكر الأقوال فيها، ولا أمثلة لبعضها، كما لا يذكر سند الحديث الذي يستدل به، ولا يناقش الأقوال في المسائل التي يتعرض لذكر الخلاف فيها.
فجاء كتابه على نحو يفتقر إليه المبتدئ ولا يستغني عنه المنتهي، وكان اسم الكتاب مطابقاً لمسماه.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد تم الاعتناء بتحقيقه حيث اهتم المحقق بتوضيح ما أبهم من معانيه وألفاظه
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.