هذا السفر العظيم مكانة كبيرة في نفوس علماء المذهب المالكي، حيث إن الإمام الدردير من أئمة المالكية المتأخرين (ت:1201هـ)؛ ولذا فقد قرأ مؤلفات من سبقه من علماء المذهب، وهي كثيرة- بلا شك- هذا فضلًا عن حفظه وفهمه واستيعابه لمختصر العلامة خليل بن إسحاق الجندي؛ الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، فجاء كتاب “أقرب المسالك” ثمارًا يانعة مقتطفة من المختصر، مع اعتماده فيه على أرجح الأقاويل؛ ولذا فهذا الكتاب “أقرب المسالك” اسم على مسمى؛ بلا مبالغة، وخصوصًا إذا علمنا أن مؤلفه شرع فيه بعدما بلغ الستين من عمره، رحمه الله.
وقد قمت بعزو الآيات إلى سورها، وخرجت الأحاديث من مصادرها، وقمت بشرح غريب الكلمات، والكلمات الصعبة من الناحية اللغوية، وذلك من المعاجم المختلفة، وعرفت ببعض المصطلحات الفقهية والأصولية التي وردت في ثنايا الكتاب، وقمت بوضع العناوين التفصيلية لمتن الكتاب، مستفيدًا من شرح المؤلف نفسه، ومعتمدًا عليه، وقمت بالتعليق على كثير من المسائل، التي رأيت أنها في حاجة إلى شرح أو تعليق؛ وذلك من خلال شرح المؤلف نفسه، المسمى: “الشرح الصغير على أقرب المسالك” مع الاستعانة بكتب المالكية الأخرى مثل: “بلغة السالك لأقرب المسالك” والمشتهر بين الناس باسم “حاشية الصاوي على الشرح الصغير” وغيرهما من الكتب. وأخيرًا قمت بوضع فهرس تفصيلي لموضوعات الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.