قليلا ما ألجأ إلى الماضي ونادرا ما أفكر فيه مع ذلك تحدوني الرغبة أن أخبركم بإيجاز كيف أصبحت معلما روحيا وكيف وجد هذا الكتاب طريقة إلى الوجود.
حتى الثلاثين من عمري عشت حالة من القلق المتواصل تقريبا تتخللها فترات من الاكتئاب الانتحاري .أشعر الآن كما لو أني أتحدث عن حياة من مخلفات الماضي أو عن حياة شخص آخر.
ذات ليلة لا يفصلها الكثير من عيد ميلادي التاسع والعشرين استيقظت باكراً بشعور يكتنفه فزع مطلق مشابه لمرات عديدة سابقه لكن هذه المرة كان شعوراً أقوى عما كان قبلاً .فسكون الليل وحدود الأثاث المجمعة في الغرفة المظلمة وصوت القطار المار من بعيد كل شيء من العالم وكان وجودي الخاص اشد ما أثار اشمئزازي . ما لغاية من مواصلة العيش وأنا أحمل على كاهلي هذا العبء من البؤس ؟ لم أواصل هذا الصراع المستمر ؟ كان باماكاني أن اشعر بأن ذلك التوق العميق للإلغاء وللعدم يصبح الآن أقوى بكثير من الرغبة الغريزية في مواصله العيش. لم اعد قادراً على العيش مع نفسي و…..
ماهو التنوير؟
اعتاد شحاذ أن يجلس بجانب الطريق لما يزيد عن ثلاثين عاما ذات يوم مر به غريب تمتم الشحاذ قائلا وهو يقدم فبعته :أعطني بعض قطع النقد الصغيرة , قال الغريب “ليس لدي ما أعطيه لك “ومن ثم سأل “ما لذي تجلس عليه؟” أجاب الشحاذ “لاشيء إنه مجرد صندوق قديم إني اجلس عليه منذ زمن بعيد جداً” سأل الغريب “هل نظرت ما بداخله؟ أجاب الشحاذ “لا ولم أنظر؟ لا يوجد شيء بداخله الح الغريب قائلاً “القِ نظرة ” فتدبر الشحاذ أمر فتح الغطاء وشاهد بدهشة وعدم تصديق وابتهاج أن الصندوق كان مليئاً بالذهب.
أن ذلك الغريب الذي لا يملك شيئاً يعطيك إياه والذي يخبرك أن تنظر إلى الداخل لا أن تنظر داخل أي صندوق كما في الحكاية لكن في مكان أقرب في داخل نفسك.
بوسعي أن أسمعك تقول “لكني لست شحاذاً.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.