في التفسير الإسلامي للتاريخ

يمثل هذا الكتاب مرجعاً منهجياً يرتبط بالقرآن ارتباطاً عضوياً، ويسعى للكشف عن الرؤية القرآنية نفسها تجاه حركة التاريخ، مستعداً مادة بنيانه من معطيات القرآن ذاته، معتمداً في ذلك على المنهج الحديث للبحث، وبادءً بتجميع كافة (النصوص) المتعلقة بالموضوع، منسقاً إياها بعد هذا وفق بنيتها وارتباطاتها، محللاً، في نهاية الأمر، مضامينها المتنوعة المتشابكة، مقطعاً مقطعاً وفصلاً فصلاً، من أجل أن يظل البحث متماسكاً مترابطاً يخدم هدفه الواحد وهو البحث عن الخطوط الشاملة للتفسير الإسلامي للتاريخ من خلال الرؤية القرآنية. وإذ آثر “مؤلف عبر فصول بحثه كله إجراء مقارنات بين كل نظرة أو موقف إسلامي إزاء التفسير التاريخي وبين ما يقابله من نظرات ومواقف في التفاسير الوضعية وبخاصة (المثالية) و(المادية) و(الحضارية(… فذلك يعود إلى اهتمام المؤلف بعرض فصل تمهيدي للكتاب دون فيه الخطوط العريضة لتلك المذاهب، والنقد الموجه إليها، لكي يكون القارئ على بينة من أمره، ويقدر على متابعة المقارنات المنبثة في صفحات الكتاب. ومن ثم كان هذا الفصل (التمهيدي) لا يعدو أن يكون تلخيصاً وتركيزاً، مع إضافات وتعليقات خاصة ترد بين الحين والحين، لأبحاث عدد من الكتاب والمفكرين وبخاصة: أطروحة (منح خوري) القيمة عن التاريخ الحضاري عند توينبي) وكتاب (توينبي) الملخص نفسه (مختصر دراسة التاريخ) و(مدخل لفلسفة التاريخ عند هيغل)…
تاليف الدكتور نعمان عبد الرزاق السامراني