من هو هذا الرجل الذي تعلو هامته قمم الجبال؟ كيف واجه السيف برقبته فلم يمسسها بسوء؟ هل عاش دون حياة ودفن بغير قبر؟ هل خرج من رحم بركان ثائر؟ أم هكذا هو دأب كل من ثاروا وعاشوا لقضية ووهبوا حياتهم لها؟..
إنه رجل ولكنه ليس كمثله من الرجال.. بديع الزمان ليس اسما له وإنما وصفه الذي لم يخطئه، حين ظهر في حياة أمة وفي أعز لحظات تاريخها حرجاً كان أمة في رجل، روح حرة رغم السجون التي ألقي فيها والسلاسل التي قيدوه بها.. صامدا لا يلين حتي أخر لحظات حياته وهو يعاني المرض والمطاردة، هل هذا بشر عادي؟! ذلك الذي أيقظ تركيا من ثباتها وأحيا مواتها، ووقف شوكة في طريق العاصفة المجنونة التي أرادت اقتلاع الشعب التركي من جذوره الدينية الإسلامية والثقافية والإجتماعية؟ لا.. ليس بشراً عادياً، وإنما هو “سعيد النورسي” الذي كان علي ميعاد مع القدر ليلعب دوراً خلده إلي نهاية التاريخ، هو الذي كتبت المجلدات والدراسات والرسالات عن حياته وأفكاره ومواقفه، ولازالت نهراً يفيض ومنبعاً لا ينضب، وهو ذاته الذي نحن هنا بصدد ميعاد معه لنلتقيه علي صفحات هذا الكتاب المحظوظ الذي حظي بسيرة عطرة متميزة غير مقلدة ليس لها مثيل، لكاتب ومؤلف له باع كبير في فنون الكتابة والأدب وميدان الفكر، إنه “أورخان محمد علي” وهو غني عن التعريف، وهو الذي وضعه متتبعاً خطي نورسية جابت البلاد شرقها وغربها في سبيل الله ودينه. وقد جاء كتابه علي شكل يأخذ بلب القارئ منذ السطر الأول حيث يبدأ بالنهاية في تمهيد الكتاب ليعود في الفصل الأول بطريقة الفلاش باك إلي المولد والنشأة.. ذاكراً هذه الحياة الثرية خطوة خطوة أحداثاً وأشخاصاً، في عشرة فصول.
هي كالتالي: المولد والنشأة، بديع الزمان، في غمرة الحرب العالمية الأولي، حصاد الهشيم، ظلام علي تركيا، نصاعة الحق تبدد الظلمات، الإيمان الشجاع، سعيد الثالث، وأخيراً نصل إلي رحلة الوداع، حيث تلتقي الصفحة الأخيرة بالصفحة الأولي محتضنين بين ذراعيهما رسالة تناطح السحاب في عليائها.. وأخيراً وليس آخراً تطوى الصفحات والسجلات ولاتطوى السير العطرة في تاريخ البشرية.. فهي تأبى إلا البقاء لتكون نبراساً لكل من أتى من بعد علي ذات الطريق.
تأليف أورخان محمد علي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.