نزل القرآن الكريم لهداية النّاس وتعليمهم، ومن ذلك أنّه بيّن كثيراً من الأحكام الشرعيّة المرتبطة بحياة النّاس وتصرفاتهم، وكان الرّسول-صلى الله عليه وسلم- يعلّم النّاس هذه الأحكام، ويبيّن تفاصيلها لهم، كما كان يجيب عن أسئلتهم، ويبيّن حكم الله تعالى فيما يعرض لهم من قضايا.
و بعد وفاة الرّسول -صلى الله عليه وسلم- كان أصحابه -رضي الله عنهم- يبيّنون للمسلمين أحكام دينهم في كلّ أمرٍ احتاجوا إليه في عبادتهم و معاملاتهم، وكان أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- إذا سُئل أحدهما عن أمرٍ ولم يجد حكمه في القرآن الكريم، ولا في السّنة النّبويّة الشّريفة جمع من اشتهر بالعلم من فقهاء الصّحابة، واستشارهم و عمل بما يتفقون عليه، و في عهد التّابعين اتّسعت الدولة الإسلامية كثيراً من غير العرب؛ فنشأت بذلك وقائع و مسائل كثيرة في مختلف شؤون الحياة، فاتّسع ميدان التشريع، وازدهر علم الفقه، وأصبح علماً مستقلاّ بذاته له مؤلفاته وعلماؤه.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.