السنة هي “بيان” القرآن، والقرآن هو “مبينها” وبدهي أن “المبين” لايستغني عن “بيانه” وأن “البيان” لايستقل عن مبينه ، وإذا فكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم معاً وحدة لا تنقصم. وتصور “السنة” مع “القرآن” على هذا النحو، تترتب عليه نتائج بعيدة المدى، جليلة الشـأن، تمس قضايا كثيرة وخطيرة، تتصل بالعقدية والشريعة على سواء، وتجهز إجهازاً على جهالات وضلالات، وأوهام وأخطاء، كما تصحح مفاهيم، وتراجع الكثير مما شاع وذاع، على أنه مسلمات. فى ضوء هذا الكتاب: يتهافت منطق من يزعمون : أن القرآن مستغن بنفسه عن السنة! وتتهافت دعوى ان السنة لها استقلال السنة عن القرآن هو فصل تعسفي بين الفرع وأصله، يفتح – ولو بدون قصد – بابا، بل أوبوابا، للشغب على “السنة” كما يفتح ثغرة لتأويل القرآن بتأوبلات راغة باطلة!
ھذا الكتاب وضع لخاصة أھل العلم؛ بل لخاصة الخاصة منھم! وقد صيغ عنوانه ليحدد بدقة موضوعه والغاية منه؛ إذ ينصب انصبابًا على صلة السنة المطھرة بالقرآن العظيم: من حيث ھي بيانه وتبيينه.. وصلة السنة بالقرآن ليست من قبيل الصلات بين الآثار الأدبية أو الآداب الإنسانية! وليست من قبيل الصلات التي يُشغل بھا البلاغيون والنقاد! وھي غير الصلات بين الكتب السماوية، أو بين الشرائع بعضھا وبعض!.. فالصلة بين السنة، والقرآن العظيم غير ھذا كله! ھي علاقة من نوع مختلف!.. ففي ضوء ھذا الكتاب: يتھافت منطق من يزعمون: أن القرآن مستغن بنفسه عن السنة! وتتھافت دعوىَ أن السنة لھا استقلال عن القرآن!. وفي ضوء ھذا الكتاب أيضًا: يُفتح طريق وثيق – وإن كان وَعْرًا – لتوثيق السنة؛ إذ يقرر: أن كل حديث يُحكم بصحته؛ فلابد أن يكون له أصل في القرآن؛ يشھد له، وأنه متىَ شھد القرآن للحديث فھو حسبه!.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.