الامام ابن حزم ومنهجه التجديدي فى اصول الفقه
هذا أول ما نصدره من بحوثنا في التجديد والمجددين في أصول الفقه، وهي البحوث التي أردنا بها أن نميط اللثام عن علم أصول الفقه بصفته المثلى، وهي الصفة التي افتقدناها في جل من كتب في الأصول بعد الشافعي- رحمه الله، فكلهم- إلا تحلة القسم- قد تحولوا عن السبيل التي أمها إمام الأصوليين الإمام الشافعي، وهي السبيل التي اقتفى بها- رحمه الله- نهج السلف من الصحابة والتابعين ومن أدركهم الشافعي من أئمة العلم والدين، فكان حقاً على من جاء بعده أن يتابعوا السير على تلك الجادة، وأن يتمموا ما بناه الشافعي، ولكنهم آثروا بنيات الطريق، وهدموا ما بناه الشافعي ليبنوا على أنقاضه “الطريقة الكلامية” حيناً و”طريقة الفقهاء” حيناً.
وفي خلال تتبعي للآثار التجديدية في تراث أئمة الصول وجدت- بفضل الله تعالى- كثيراً مما أملته، ورأيت مواد حسنة نفيسة عند طائفة من أئمة الأصوليين لم أكن أتوقع الظفر بها، على أن أكبرهم أثراً وأعظمهم بلاءً في هذا السبيل أئمة ثلاثة لم أر لهم نظيراً في هذا العلم، ولم أجد عوضاً عما قدموه، حتى كادوا يستحوذون على دعائم افصلاح والتجديد في هذا الفن، وهؤلاء الثلاثة هم: الإمام ابن حزم، والإمام ابن تيمية، والإمام الشاطبي رحمهم الله، ولذا رأينا أن نخص كلاً منهم بدراسة مستقلة، وقد ابتدأنا بابن حزم لأنه أقدمهم زماناً.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.